الإدارة الإستراتيجيّة – د. مها فؤاد
الإدارة الإستراتيجيّة: هي التخطيط بعيد المدى، والّذي يهدف إلى تحديد وتقييم التهديدات والفرص المتاحة للمؤسسة داخليّاً وخارجياً على المدى البعيد، وتحديد مهمّة ورؤية المؤسّسة وتصوّر أعمالها بناءً على ذلك، وبالاستفادة من جميع الموارد الماديّة والبشرية، وبالتالي ضمان استمراريّة المؤسسة من خلال اقتناص جميع أشكال الفرص المتاحة لها، ومقاومة جميع أشكال التهديدات التي تحارب وجودها.
يُقصد بالفرص والتهديدات الداخلية: هي كل الموارد البشرية والمادية الواقعة تحت سيطرة الإدارة، ويمكن أن نطلق عليها نقاط القوى والضعف داخل المؤسسة، ويُقصد بالفرص والتهديدات الخارجية: هي كل الموارد الخارجة عن سيطرة الإدارة، والتي قد تكون على مستوى الدولة وقوانينها أو أكبر من ذلك، كان تكون بيئيةً أو إقليميةً وتشمل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها المنطقة، والطفرات العلميّة التي تحدث في مجال الأعمال، والتي تغيّر من اهتمامات الناس فيرتفع رصيد منتجٍ أو خدمةٍ على حساب آخر، وغير ذلك من التحديات.
مراحل الإدارة الإستراتيجية للإدارة الإستراتيجية أربع مراحل هي:
تحليل البيئة الداخلية والخارجية: والتي تهدف إلى تحديد كلٍّ من مجموعة نقاط القوّة والضعف والفرص والتهديدات في البيئتين الداخلية والخارجية للمؤسسة.
مرحلة وضع الخطة الإستراتيجية:
من خلال الموازنة بين نقاط القوّة والضعف في المؤسسة، مقابل الفرص والتهديدات؛ حيث يتمّ رسم سياسة المؤسسة وتحديد رسالتها على المدى البعيد.
مرحلة تنفيذ الإستراتيجية: من خلال ترجمة الخطة الإستراتيجية إلى خطوات عملٍ، فيتمّ رسم الموازنات والإجراءات وما يتبع ذلك من تأهيلٍ وتدريبٍ للعاملين، وتعديلٍ للخطط القائمة لتتناسب مع الخطة الإستراتيجية الجديدة.
مرحلة التقييم: والتي تهدف إلى مراقبة إجراءات العمل ومدى قربها أو بعدها من الإستراتيجية التي تم رسمها، تهدف إلى تقييم الإجراءات وإعادة رسمها في حال بعدت عن الأهداف وحلّ المشاكل في حال حدوثها، هذه المرحلة تعني الكثير، وهي مهمةٌ جداً، ويبنى عليها نجاح أو فشل المراحل السابقة، التقييم الحقيقيّ ضروريٌّ جداً لمعرفة مواطن القوّة والضعف في المؤسسة، وتحديد الإجراءات اللازمة للاستمرار.
أهمية الإدارة الإستراتيجية:
تحسين قدرة المؤسّسة على حل المشاكل والتعامل معها: وذلك نتيجةً للتقييم الدائم للإجراءات ومراقبتها، ووضع خططٍ تتنبأ بالمستقبل، تحمي المؤسسة نفسها من حدوث مشاكل كبيرةٍ فجائيةٍ، وتكون قادرةً على تعديل إجراءاتها بما يتناسب مع المدخلات الجديدة، وهذا ما يجعلها أقدر على حل المشاكل.
وضوح الرؤية المستقبلية: وذلك لأنّ الرؤية المستقبلية هي التي ترسم الواقع، وتكون واضحةً ومعلومةً على مستوى المؤسسة وهيكلها التنظيمي، وكلٌّ يعرف دوره في تحقيق هذه الرؤية.
اتخاذ قراراتٍ جماعيةٍ: القرارات الجماعية الناتجة عن تبادل الآراء بين فريق العمل ودراسة تأثيرها على المؤسسة ككل، تكون أقرب للصواب وأسهل للتطبيق من القرارات الفردية التي قد تغطّي جانباً وتهمل جوانب أخرى، وأيضاً القرارات الجماعية تساعد على تقليل الأطراف المعارضة والتي تقاوم أشكال التغيير لأنها تجعلهم جزءاً من صنع القرار.
الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات: التخطيط الاستراتيجي والّذي يعمل على تفصيل كافّة الفرص المتاحة للمؤسسة خارجيةً كانت أو داخليةً، يكون قادراً على تقليل الهدر والفرص الضائعة، ويساعد في تشغيل الموارد واستثمارها بالشكل الأنسب.
تحقيق التفاعل مع البيئة الخارجية: يكون ذلك بشكلٍ أفضل على المدى البعيد؛ لأنّ المؤسسة بإدارتها الإستراتيجية تدرس جميع الاحتمالات والفرص، التي قد تؤدّي إلى زيادة إنتاجها أو التقليل منه، وتقوم برسم خططٍ لمواجهة هذه الاحتمالات قبل وقوعها فتكون أقدر على التأقلم والتفاعل معها.
تحقيق المزيد من الأرباح والعوائد المالية التي تدعم وجود واستمرار المؤسسة على المدى البعيد.