اسرار الشخصية الكاريزميه – د. مها فؤاد
كثيرًا ما نسمع كلمة ”كاريزما“، دون أن ندرك أبعاد هذا المفهوم بدقة. فالمصطلح غامض لأنه لا يعني الجرأة أو القوة، كما لا يعني الشخصية المحبوبة فقط، على الرغم من أن كل هذه الصفات تبدو جزءًا من الشخصية الكاريزمية المركبة، التي لا تعرفها إلا عندما تقابلها، دون أن تستطيع تحديد مجمل صفاتها أو وصفها. ولكن من السهل اكتشاف الكاريزماتيين الذين يتألقون أو يبرزون في المواقف الحرجة ووسط الحشود. ولكن من الصعب أحيانًا تحديد ما الذي يجعل الشخص كاريزماتيًا، مع أننا نشعر ونتأثر بقوة الكاريزما التي يتحلى بها. عندما يمتلك أحدهم هذ الصفة المسماة بالكاريزما،
فإننا نشعر بالفخرعندما نفترب منه. فالكاريزما ليست مجرد سحر أو إعجاب، بل هي شعور بالثقة التي لا تطغى على الآخرين، لكنها تشعرهم بالارتياح مع الحفاظ على المصداقية والألفة.
الجميع يريد أن يصل الى الكمال من الناحية الشخصيّة وفن التعامل مع الآخرين ، فهناك أبحاث كثيرة عن الشخصيّة الكاريزميّة والتي تمّ دراستها في عدّة جامعات ومعرفة سرّ هذه الشخصيّة التي تطغي على الكثير من الحضور والتفاعل مع الآخرين ممّا يجعل هذه الشخصيّة مميّزة وذو طابع غريب ، فمن أسباب الحصول على الوظيفة والحفاظ عليها والتقدّم فيها مرتبطة إرتباط كبير بالمهارات الشخصيّة والتي هي أكبر من المهارات التقنيّة والخبرة ، فقد أكّدت دراسات أنّ الشخصيّة الكاريزميّة هي أكثر الشخصيات تطّوراً في العمل والتعامل مع الآخرين ،
فهناك عدّة أمور يجب أن تكون موجودة فيك أو أمور يجب أن تصل إليها لكي تصل الى تلك الشخصيّة المثاليّة وهي : عدم تقليد الآخرين : التقليد يعتبر طمس للشخصيّة الموجودة في داخلك والتي خلقت لأجلكَ فقط وليست لغيرك ، فيجب أن لا تلقّد غيرك فتظلم نفسك في القول والفعل والعمل ، فمن أسباب تميّز الشخصيّة هي إنفرادها عن باقي الشخصيات ، ولكي تكون مميّزاً كن أنت وليس غيرك . الثقة في النفس : بعد أن وصلت الى عدم تقليد غيرك يجب أن تكون واثق من الشخصيّة التي هي موجودة في داخلك ،
فالثقة بالنفس نصفها عدم مقارنة نفسك بالآخرين والنصف الآخر الإيمان بهذه الشخصيّة الموجودة في داخلك . التفكير قبل الكلام : يجب أن لا تقول أيّ كلام يخرج من فمك فيجب أن يكون كلام مرتّب يحتوي على الكثير من العمق والفهم ، حتّى يجد من يتكلّم معك بإحساس العمق الموجود في داخلك ، فالتفكير العميق الذي يحتوي على التفكير فيهِ يصعب الوقوع وإيجاد الأخطاء في الكلام . التحدّث بإقناع : الكلام لا يعتبر كلام يخرج من فمك إلاّ إذا أقنعتني بوجهة نظرك سواء كانت صحيحة أو خاطئة ، فيجب أن تكون على يقين تام بأنّ وجهة نظرك صحيحة بالنسبة إليك قابلة للنقد وللنقش ولكن ليس بشرط تغيير الرأي إذا لم يتوافق مع عقلك . الصبر : أصحاب المبادئ قد يجدون الكثير من التعب بالنسبة للتعامل مع الآخرين لوجود وجهة نظر معيّنة يؤمنون بها ولا يتخلّون عنها مهما كانت ، فيجب أن تتحلّى بالصبر الكثير في التعامل مع الآخرين .
العاطفة يجب أن تكون موجودة في التعامل مع الآخرين وتشعر من حولك بالحبّ الموجود في داخلك الصافي وليس الحبّ المنافق والكذاب ، فحتّى تكون شخص محبوب لدى الآخرين يجب أن تظهر تلكَ المحبّةِ لهم . الراحة والإستراخاء : هذا الشعور لا تجدهُ الاّ بالواثقين من أنفسهم فتجد كلامهم سلس يفهم ويعقل من دون الصراغ وفرض الرأي بالقوّة ، يجب أن تكون ناصع الفكر حتّى تحصل على الإسترخاء في الكلام والحديث .
يورد زغ زغلر في كتابه قمة الأداء (Top Performance) بحثا قامت به كل من مؤسسة ستاندفورد وجامعة هارفارد ومؤسسة كارنيدج. ويوضح هذا البحث أن 85% من أسباب الحصول على وظيفة (ومن ثم الحفاظ عليها و التقدم فيها) مرتبط بمهارات الأشخاص ومعرفتهم في الاتصال والتعامل مع الآخرين (وليس بقدراتهم التقنية) وبهذا فانه بامكاننا ان ندرك اهمية تنمية الشخصية وتطوير قدراتها في التعامل مع الآخرين.