استخدام مبادئ علم الذاكرة لتدريس اللغة العربية في إطار المنهج الضمني للمرحلة الإعدادية للباحث : محمود عوض عبد المجيد
مقدمة البحث
الأصل التاريخي للجشطلت لم تكن الجشطلت وليدة العقد الأول من القرن العشرين ولم تكن بالمنبع الألماني الأول الذي أورد العالم بحيوية جديدة في ميدان علم النفس خاصة في مجال الإدراك وإنما قد تشعبت بها سبل الماضي بين دفات الحضارات المختلفة تتواصل به عبر الأعصر والأحقاب ولا يسوقنا مثل هذا القول بالجزم بأن الجذور التاريخية للجشطلت هي نفس ما عليه الجشطلت الآن وإنما قد يشوبها النقص حينا والخطأ حينا آخر وإن كان هناك اتفاق على مبدأ الكلية فلا يأتي باحث بنقض ما أخطه من رأى أرسطو لأنه أقرب للفلسفية منه إلى مجال السيكولوجي كحقل علمي تجريبي وإنما شفيعي في ذلك أن لكل نظرية جذور ما هي إلا أفكار أو إرهاصات تتحاملها الأزمنة إلى أن تستقر وتنضج في الشكل المسمى لها والمتعارف عليها . لقد ذهب العقل اليوناني في العصور القديمة إلى رأيه في المسألة الكلية في إطار دراسته للعالم والهيولي والحكمة فرأى أرسطو أن الكائن الأول ينبغي أن يكون واحدا غير متجزئ لأن الأجزاء تسبق الكل المتجمع منه وكان لعلماء المسلمين ثمرة في العلم بأمر الكلية فإن بن سينا يرى أن الإنسان والحيوان وحده هو الذي يدرك الكليات بالنفس الناطقة التي لها الملكات المصورة والمفكرة والوهم والحافظة أو الذاكرة أي أنها الحس المشترك الذي يؤلف بين آثار الحواس المختلفة ويجمع ما تفرق من المعاني والصفات .وفي مقابسة أبي حيان التوحيدي في الفرق بين الكلى والكل يرى أبو سليمان أن الكل إن رفع منه واحد من أجزائه بطلت صورة الكل ومع توالى الدهور جاء كانط بوحدة الفعل الإدراكي ، فإننا ندرك أشياء يمكن أن تقسم إلى أجزاء و إن كانت هذه الأجزاء تنتظم بشكل قبلي ، ثم جاء بعد ذلك برنتانو الذي أكد على أن علم النفس علم دراسة الخبرات النفسية عملا وفعلا أكثر من كونه دراسة لمحتواها ، وجاء لنا أرنست ماش بتحليل الإحساس مقرا أن المسافة والزمن مستقلان عن عناصرهما الجزئية ،ولا ينكر أحد أن تقدم العلوم الطبيعية كان لها أثر تاريخي بالنسبة للجشطلت فقد سعت العلوم الطبيعية إلي قوانين شمولية تنتظم تحتها موضوعات عديدة وقد يأخذني المبحث بعيدا بعض الشيء في أغوار التنقيب التاريخي لأصل الجشطلت ليصب روافده في نفس الوعاء الحقبي ، ففي مباحث نشأة العقيدة الإلهية عند الإنسان نجد أن جاء اعتقاده بكل آلهة قومه وأدرك كونها وأفعالها ولما كان التفكير لاحقا علي عملية الإدراك فقد انتقل من طور تعدد الآلهة إلي طور التمييز والترجيح بينها ثم إلي طور الوحدانية .
الهدف من الرسالة :
أن يستخدم معلم اللغة العربية المنهج الدراسي استخداما يتماشي مع عمل العقل حتي يكون هذه المهارة وتصبح جزءا منه ثم ينقلها للطالب عن طريق النمذجة التي تظهر في طيات شرحه بالأسلوب الجديد ليتعلم الطالب ويكتسب هذه المهارة كما يكتسب الطفل اللغة
أهمية موضوع الرسالة
تنبع الأهمية من البساطة في الأسلوب الذي يتلاءم مع عمل العقل الإنساني والفهم الواسع للدماغ حيث تساعد علي مواجهة المصاعب الدراسية وعلي تقليص الشعور بصعوبة المنهج الدراسي هذا الشعور الذي يعاني منه معظم الطلاب وبالتالي يتيح لكل طالب بغض النظر عن مستواه الدراسي ان يستوعب محتويات الكتاب الدراسي بشكل أكثر فاعلية
لقد وضعت هذه الرسالة لكي تشرح كيفية استخدام القدرات العقلية المذهلة أثناء تدريس مادة اللغة العربية حيث يصل الطالب إلي أعلي قدر من التركيز وزيادة سرعة القراءة وكفاءتها إن ما سوف نناقشه من أساليب في هذه الرسالة يمكن تطبيقها علي أي مادة دراسية بل يتعدي ذلك ليشمل أي شئ في الحياة اليومية
وأنا واثق أن تطبيق ما سيرد من أفكار سوف يحقق تقدما باهرا
الخلاصة:
يقول جيري وايزمان في كتابه الخطيب القوي
أخبر جكهورك بما سوف تقول
ثم قله
ثم أخبرهم بما قلته لهم فخلاصة القول:
إن العملية التعليمية محورها المعلم والمتعلم والمنهج في إطار منظومة تعليمية تؤثر وتتأثر بكل المنظومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي حولها فالمعلم حجر الزاوية التعليمية ومنهجه الضمني يؤثر تأثيرا كبيرا قبل منهجه الدراسي والمتعلم أساس التعلم فقد يحدث التعلم بلا معلم ولا منهج ولكن لا يحدث التعلم بلا متعلم والمنهج ظاهرا او خفيا إن حدث تغير في السلوك اكتملت دائرة التعلم ويكون التعلم ايجابيا إذا قام علي التفكير والتخطيط من داخل الفرد وليس استجابة ظاهرة وتحقيق الفهم الكامل بصورة أكثر وضوحا بعد الغموض ثم تعميم التجربة علي كل التجارب ذات الصلة وإدراك العلاقات والارتباطات بين المواقف التعليمية المختلفة وذلك هو ثمرة التعلم
فالتعلم الإيجابي يرفض تماما الحفظ عن ظهرقلب والتلقين فالحفظ بلا فهم لا يعني المعرفة والمكافأة بلا معني ليس لها قيمة ومجرد المحاولة والخطأ دون ادراك ضع لها اي مسمي غير التعلم وان استخدام مبادئ علم الذاكرة في التدريس يعزز التعلم الايجابي ويطبق النظرية الجشطلتيه ويعمل علي زيادة القدرات العقلية وارتفاع قوة الملاحظة ويساعد علي تحقيق الاهداف التعليمية بصورة غير مألوفة وغير معتادة .
وباستخدام استراتيجيات الذاكرة يتحقق الفهم والاستيعاب الكامل وهذا في حد ذاته مكافأة التعلم الحقيقية وتحقيقة هو الجزاء الأمثل للمتعلم والشعور الأقوي بالسعادة للمعلم
التوصيات
نحن اليوم في ظل عالم يتغير بسرعة لا مثيل لها علي كوكب يتفجر بالمعلومات وإن كنا نسطتيع أن ننزل إلي النهر مرتين بسبب تغيره فلابد لنا ان نجهز انفسنا معلما وطالبا وموظفا وتاجرا وعاملا كل في مجاله ونتدرب علي تلك المهارات التي تجعلنا نواكب هذا التغير بل ونتعدي ذلك لنكون من صانعي السرعة في هذا الزمن وهذا لن يحدث إلا إذا استخدمنا طاقات عقلنا العملاق النائم داخلنا وطورنا قدراتنا علي التفكير الابداعي وخرجنا من الصندوق لا لندخل صندوقا اخر بل لندحل الي عالم اللاحدود في الزمان والمكان والسرعة والحدث
فأيا كان المكان الذي توجد فيه فكن انت صانع التغيير فيه فإما تُغير او تتغير او تتعلم التغيير او يجبرك التغيير علي التغير او تأخذ عصاك وترحل عن هذا العالم فليس امامك اختيا ان تكون او لا تكون ان تخرج بعقلك للفضاء او تفقده في سجنك ان تكون مسارات جديدة او تبقي في مسار مسدود فليس امامنا الا ان نؤمن بإمكانية تحقيق الفوز لعقولنا وكيفية استخدامنا لها ولا شك أننا نستطيع جميعا تطويرها لتصبح أكثر قوة وفي هذه اللحظة فقط سوف ندرك فرصا أكثر للنجاح