إعرض على خصمك طريقتين إيجابيتين لحل الصراعات في العمل
الكل منا يتعرّض إلى أزمات ومشاكل تستدعي الحل… سواء في البيت أم في العمل أم في دائرة المجتمع، فإن الصراع وتزاحم المصالح واختلاف الآراء والمشارب من سنن الحياة ولا يمكن لأحد منا أن يتخلّص من الصراع تماماً.. إذ لا قدرة للإنسان على التخلف عن قوانين الحياة أو التمرّد على سنن الأشياء.. إلاّ انه يقدر على تجنب أضرارها ومساوئها إذا وجد طرقاً صحيحة ومتوازنة للتعامل معها… ومن السهل على الإنسان أن يساير الـــقوانين والـــسنن ويتعامل معها حسب مقتضياتها وأسبابها إلاّ انه يستحيل عليه تجاوزها أو التغافل عنها…
ولعلّ من أوضح الأمثلة على ذلك… الخلافات التي نتعرّض لها جميعاً في البيت أو محل العمل أو في المجتمع فانه لا مخلّص لكل واحد منا منها وقد تحصل حتى مع أقرب الناس إلينا فضلاً عن الخصوم…
ولاشك أن الأسباب والدوافع إليها عديدة ومتنوعة إلا أن القدر المسلم فيها إنها تحصل دائماً ونبتلى بها جميعاً بين آونة وأخرى، فكيف ينبغي أن نتصرّف لا لنرفع الخلاف أو كما يسميه البعض الصراع بل لنخفف أضراره أو ننقله من المناطق الحارة المحتدمة بالغضب والنار وإشعال الحرائق في اكثر من بعد إلى المناطق الباردة التي يحكمها العقل والمنطق واحترام الخلاف والتعامل معه على انه سنة لابدّ منها فينبغي مسايرتها ثم تسييرها إلى الاستفادة الأفضل والمصلحة الأكمل… فليست الخلافات سبباً تاماً للحروب بين الدول والناس في الغالب وإنما الطرق التي نواجه فيه الخلافات هي التي تعود إلى اندلاع الحروب وتصعيدها في الأكثر…
إن الحكمة والتعقل يدعوننا لان نكون إيجابيين اكثر في الصراع وننظر إلى الأمور بعين باصرة وروح متفائلة إلى إمكانية الحل والوصول إلى صيغة تجمع الكل وتحفظ ما نتطلع إليه وهذا أمر يستدعي أن لا يفكر أحد فينا أن هناك طرفاً مهزوم وآخر منتصر… بل إذا جلسنا على طاولة المباحثات وتحاورنا بهدوء ورويّة وتوصلنا إلى ما يرضي الجميع فالكل منتصر.
وإذا غفلنا عن الإنصاف وتعاملنا على أساس أن يكون أحدناً منتصراً والآخر مهزوماً فالكل منهزم على المدى البعيد أو القريب.. هذه هي الواقعية التي ينبغي لأطراف الخلاف أن يتوجهوا إليها ويدخلوا في المفاوضات بهذه النظرة والبصيرة… وبهذه الطريقة أيضاً يضمن كل منا ما يريد… فان من أوليات النجاح أن نوفر في أنفسنا مؤهلاته وشروطه ومن أهم شروطه مجانبة الفردية والأنانية واحتكار المصالح…
والصراع إذا تم التعامل معه بصورة مناسبة فلن يجعل الشركة منقسمة وممزقة، بل سيقرب بين العاملين بها، وإنه من الشائع بالنسبة لشخصين كانا في صراع أن يقيما علاقة أكثر قربًا بعد الصراع؛ لأنهما يشعران بعد أن مرا بخبرة الانفعالات الحادة معًا برابطة أكبر بينهما ويقدر كل منهما الآخر. والصراع يعني أن تشارك وتشترك بحيوية وحماس، وعندما يكف العاملون عن المشاركة والاهتمام ينبغي أن تقلق الشركة.
إعرض على خصمك طريقتين ايجابيتين لحل الصراعات في العمل
يفعل رجل مبيعات السيارات ذلك دائماً.فهم يسألونك عن القدر المالى الذى تريد دفعه شهريًا، ثم يقومون بتحديد سعر السيارة وقيمة الفائدة على القرض أو الإيجار بحيث يمكن أن يتطابق ذلك مع مقدار الدفع الشهرى. فهى وسيلة لقول”يمكننى أن أقوم بهذا أو ذاك، فما الذى سيكون أفضل بالنسبة لك؟”.فهى مجرد مهارات خاصة بالمبيعات فقط. وهى إعطاء الشخص خيارين إيجابيين ،بحيث يشعر الفرد كما لو كنت تحاول مساعدته حقًا.
وفي ضوء ما تقدم يمكن أن نخلص إلى نقاط أهمها:
1- أن المدير يستطيع أن يتعامل مع الصراع بطريقة إيجابية ويخفف من حدته من خلال تحديد المهام والاختصاصات وتقسيم الأدوار والمهمات بين العاملين والتنسيق فيما بينهم، فهو المتحكم الرئيس في المصادر التنظيمية المسببة للصراع.
2- أن الصراع يساعد على تحقيق الكثير من المميزات للمنظمة مثل تحسين صنع القرار وزيادة القدرة على التغيير والتطوير والابتكار من خلال تفجير القدرات الإبداعية شريطة أن يحسن المدير اختيار الاستراتيجية المناسبة لإدارة الصراع.
3- إن استراتيجية التنافس تؤثر سلباً على إحساس العاملين في المنظمة وتزيد من حدة الصراع.
4- ضرورة العمل على إدارة الصراع بأسلوب علمي والحرص على تقليل كمية الصراعات وتخفيض حدتها.