أهمية صلة الرحم
من فضائل الأعمال الّتي يقوم بها العباد صلة الأرحام، فصلة الرّحم معناها تفقّد الأهل والأقارب وزيارتهم والسّؤال عنهم وتفقّدهم إذا غابوا، وزيارة مريضهم والرّحمة بصغيرهم والسّعي في حاجة مكروبهم، وكلّ عملٍ يقوم به الإنسان ويكون فيه اتّصال مع أقاربه، وإنّ الرّحم وكما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف معلّقة بعرش الرّحمن تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله، وإنّ النّاظر في أحوال العباد يجد أكثرهم صلة للرّحم أتقاهم لله، قال تعالى: (والّذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب )، فصلة الأرحام هي علامة من علامات التّقوى والإيمان.
ولقد أمرنا الله عزوجل بصلة الأرحام والتواصل معهم وبرهم والإحسان إليهم، وحذرنا من القطيعة وخطورتها حيث لا يدخل الجنة قاطع رحم، وصلة الأرحام تكون من خلال زيارتهم والاطمئنان عليهم والسؤال عنهم عند مرضهم والدعاء لهم عند مصائبهم ومساعدتهم في كرباتهم وعثراتهم، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم واستضافتهم وإكرامهم.
ما المقصود بالأرحام؟
الأرحام هم كل من تربطنا بهم صلة نسبية من جهة الأم أو الأب، ويدخل في ذلك من تربطنا به صلة سببية من النكاح أيضاً وهم الأصهار.
إذا أردت الخير والسعادة فعليكِ بصلة الأرحام، إذا أردت طول العمر فعليكِ بصلة الأرحام، إذا أردت الرزق الكثير والوفير فعليكِ بصلة الأرحام، فسبحان الخالق الذي جعل لنا من عبادة يسيرة فضل وثواب وجزاء عظيم.
أهمية صلة الرحم
إنّ أهميّة صلة الأرحام تتمثّل في عدّة نقاط:
- صلة الأرحام هي سبب لزيادة الرّزق والبركة في العمر؛ فالمسلم حين يصل رحمه فإنّه يجد آثار ذلك في حياته وتجارته وماله، حيث يبارك الله تعالى له في رزقه ويخلفه خيرًا بما فعله من العمل الصّالح حين خصّص جزءًا من وقته وماله من أجل أن يتفقّد أهله ورحمه، فكان العوض من جنس العمل، فكما بذل العبد الوقت والمال في سبيل إرضاء الله تعالى وصلة أرحامه فإنّ الله تعالى يعوّضه مقابل ذلك مثل ما عمل وزيادة.
- صلة الأرحام هي سبب لدخول الجنّة، فقد جاء رجل إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام يسأله عن عمل يقوم به يدخل بسببه الجنّة، فذكر النّبي الكريم له عدّة أعمال ومن بينها صلة الرحم، كما أنّ قطع الأرحام يكون سبباً في سخط الله تعالى من عبده، ويكون سببًا من أسباب دخول النّار والعياذ بالله؛ ففي الحديث لا يدخل الجنّة قاطع رحم.
- إنّ قطع الأرحام هي من الأعمال التي يعجّل الله تعالى لصاحبها العقوبة في الدّنيا بالإضافة إلى ما يدّخر له من العذاب يوم القيامة، ففي الحديث ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرّحم .
- إنّ صلة الأرحام هي سبب من أسباب شيوع المحبّة والودّ والتّكافل بين النّاس، وهي سلوك يحقّق الأمان الاجتماعي بينهم، فالأسر التي تصل بعضها البعض تجدها أسرًا متحابّةً متكافلة يرحم بعضها بعضا، كما تتجلّى فيها جميع المعاني السّامية التي تحقّق للفرد الأمن النّفسي والاجتماعي.
- أخيرًا إنّ صلة الأرحام هي من موجبات قبول الأعمال عند الله تعالى، ذلك أنّ الأعمال تعرض على الله تعالى عشيّة كلّ يوم خميس فمن كان قاطعًا للرّحم لم يقبل منه عمل.
تعتبر صلة الرحم الإحسان والتقرب إلى الأقربين منا، وذلك بالخير وإبعاد كل ما هو شر عنهم، على العكس من قطيعة الرحم التي لا تتوّقف على عدم الإحسان إلى الأقارب بل تتعدّى إلى الإساءة لهم، فالفرق بين واصل الرحم وقاطعه يكون كالتالي:
- الواصل هو من يحسن إلى أقاربه وأحبابه.
- أمّا القاطع هو من لا يحسن إليهم ويتعدى عليهم أيضاً.
- إضافةً إلى الشخص الذي لا يصل ولا يقطع، أي لا يحسن ولا يسيء ويسمى هذا الشخص بالمكافئ.
أما حكم صلة الرحم فواجب على كل مسلم ومسلمة، فقال تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً”.