أخطاء تهدد خطة تسويقك -د.مها فؤاد
طرق كثيرة تُستخدم في التسويق الإلكتروني تجعل من الصعب على فرد أن يُلم بها، والأخطاء واردة بكثرة؛ فإذا ما عرفت الخطأ الذي يفعله فريق التسويق الخاص بشركتك الناشئة فسيكون من السهل عليك تغييره، إذ طالما عُرف السبب بطُل العجب. على جانب آخر توجد أخطاء متكررة يُحدثها فريق التسويق دون ان يعلم أنه يقوم بها؛ مما قد يتسبب في تعطل حركة نمو الشركة الناشئة أو ربما فشلها وإغلاقها , ويعد التسويق هو عملية أساسية ولا بد منها في كل شركة، والقيام بحملة تسويقية كاملة بدون أخطاء هو أمر مرهق للغاية ومضيعة للوقت والمال , وبالطبع فهناك بعض الأخطاء القاتلة والمكلفة جداً ومن الممكن أن تلحق أضراراً كبيرة بميزانية الشركة .
من المثير للغاية أن تشاهد ازيادة عدد الزوار لموقعك الإلكتروني وحساباتك الاجتماعية، فهذا يعني أن الناس بدأت بشكل أو بآخر تتأقلم مع علامتك التجارية , الحقيقة المرة أن عدد الزوار والمعجبين لا يعني شيئاً .. فوجود 100 زائر للموقع 10 منهم يقومون بشراء المنتج أو الخدمة أفضل من 10 آلاف زائر لا يدفعون أي دولار مقابل منتجاتك , فرق التسويق الأكثر نجاحاً دائماً ما تركّز على ربط عدد الزيارات بقيمة الأموال التي دفعها أولئك الزوار .
كما تتطلق كثيرًا من الشركات شعارات رنانة ووعود مثالية للغاية وكأنها تقول للمستخدم أنها المدينة الفاضلة التي ليس بها خطأ واحد، وما أن يُجرب المُستخدم أحد خدمات هذه الشركات إلا ويصطدم بالواقع الحقيقي؛ فيجد جودة أدنى من المتوقع بكثير، ثم يفترض كراهيةً أن شعارات هذه الشركات ما هي إلا تزييف للواقع فتفقد الشركة مصداقيتها لدى المستخدم، ثم يتطور الأمر أكثر إلى تكذيب بعض المستخدمين لكل شعارات ووعود الشركة وإن كان بعضها صادقًا.
ويعد من السهل جداً على فرق المبيعات والتسويق العمل مباشرة من خلف مكاتبهم، ولكن هذا يعني خطر فقدان التواصل المباشر مع العملاء , عدم الاحتكاك اليومي والمباشر مع العملاء يفقد الشركة تأثير علامتها التجارية في العالم، فمن المهم معرفتهم كيف يفكرون وعن ماذا يبحثون، فالإجابة على مثل هذه الأسئلة تساعد الشركة على وضع برامج وخطط تسويقية أكثر دقة وشمولية.
إغفال التسويق لأجهزه الهاتف الذكيه , عدد كبير من المسوقين يغفل تلك الحقيقة؛ أن مستقبل التسويق سيكون في الهواتف الذكية؛ فوفقًا للتقارير، أن المستخدمين يتجهون نحو اقتناء أجهزة ذكية ذات شاشات أصغر وانترنت أفضل، وتقارير أخرى أثبتت أن الهواتف الذكية تُستخدم أكثر من أجهزة سطح المكتب نظرًا لسهولة حملها وتواجدها مع المستخدم في كل مكان يذهب إليه؛ لذلك فإن الاعتماد على الإعلانات المخصصة لمستخدمي أجهزة سطح المكتب لهو نظرة سطحية تحتاج إلى مزيد من التدبر والتفكر بشأن الانتقال إلى التسويق لمستخدمي الهواتف الذكية وعمل إعلانات مدفوعة خصيصًا لهم.
على طريقة وجدنا آبائنا كذلك يفعلون، يتجه عدد غفير من المسوقين إلى التقليد الأعمى، فتجد أول الخطوات الدائمة إنشاء حسابات على عددًا من الشبكات الاجتماعية ثم ارسال منشورات سواءً منقولة أو مقتبسة على كافة الشبكات بهدف إثبات تواجد الشركة التي يتم التسويق لها على هذه الشبكات الاجتماعية، وقد كان الأولى من البداية أن تتعرف على الزوار المُستهدفين، وتعرف أي الشبكات التي يتواجدون فيها بكثرة ثم تشد الرحال إليها وتستخدم الشبكة الفلانية كأولية من الأولويات لديك؛ فتهتم بها وبتقديم الموضوعات الحصرية لها .
التنفيذ دون تخطيط , غالباً ما يتعرض فريق التسويق لضغوط هائلة والتي قد تتسبب في الفوضى وسوء التنظيم ممّا يؤدي فيما بعد إلى ضرر كبير على العملية الإنتاجية للشركة , وهنا يكمن دور التخطيط في كونه عملية حاسمة تؤثر على استراتيجية الشركة، فاتخاذ خطوة إلى الأمام يحتاج إلى رؤية ثاقبة، والتنفيذ وفق هذه الرؤية يعني توفير الكثير من الوقت والمال , كما إن التخطيط المبالغ فيه , من الطبيعي والسهل جداً أن يتورط فريق التسويق في فخ البحث عن الكمالية، والحقيقة أن الكمالية من الممكن أن تقتل التسويق ,حتى أكبر المنظمات وأكثرها رقياً، قد تضطر لاستخدام عقلية العصابات لكي تتجنب الوقوع في فخ المثالية والكمال , عملية التسويق دائماً ما تحتاج إلى تحقيق التوازن بين رغبتها في التخطيط وضرورة إنجاز المهام بشكل جيد وبزمن قياسي.