أثر الإعلام الإلكتروني على الفكر العربي دراسة مطبقة على المنظومة الإعلامية بالمملكة العربية السعودية للباحث: حمود بن عثمان بن عبدالله السكران التميمي
مقدمة:
استطاعت فئة الشباب أن يستفيد من الانترنت في جميع المجالات في كل ماهو جديد ومفيد لهم. ولاشك أن الانترنت بما جاء به من ايجابيات حمل معه الكثير من السلبيات، وأن فئة الشباب هم الأكثر تأثراً بها، منها الإدمان باستخدامه والتعرض إلى المواد غير الأخلاقية والأضرار العقائدية والنفسية، وبالتالي تغيير ميولهم واتجاهاتهم. وعليه، تكمن مشكلة البحث في تحديد اتجاهات الشباب الجامعي بما يتعلق بالصحافة الالكترونية في استخدامهم لشبكة الانترنت بمختلف المجالات التي يتعرض لها هذا النوع الإعلامي، وذلك في ظل التسارع المذهل لصناعة تكنولوجيا المعلومات، فثقة الأفراد بتكنولوجيا المعلومات هي في طور التنامي المستمر حيث يتم الاعتماد عليها في شتى ميادين الحياة، ويتحول ذلك الاعتماد لدى فئة الشباب إلى جزء من السلوك اليومي، إلى جانب التأثير المفرط لتلك التكنولوجيا في أنماط التفكير لديهم.
أهمية الدراسة:
تنبثق الأهمية انطلاقًا من كونه يسهم بإضافة نظرية إلى ما قدمته النظريات والأدبيات السابقة حول هذا الموضوع وخصوصا فيما يتعلق بجانب الصحافة الإلكترونية. كما أن له أهمية تطبيقية عملية من خلال النتائج التي يمكن أن يتمخض عنها هذا البحث. ولذا فإن أهمية البحث يمكن تلخيصها بأنه يتعرض لإحدى الموضوعات المستجدة والمستحدثة على الأقل بالنسبة لمجتمع البحث والتي يمكن أن تكون غائبة عن ذهن الكثير من المندفعين في تيار تكنولوجيا المعلومات والانترنت التي ترفد كل ما هو جديد متجاوزة الحدود ورافضة للقيود. كما أنه يستهدف فئة الشباب وهم المتأثرون بالمشكلة بشكل مباشر وأكثر من غيرهم بين فئات المجتمع الأخرى، خاصة وأنهم نشأوا مع نشأة التطور التكنولوجي الجارف حيث ستشكل آراء هذه الفئة المستهدفة من المجتمع المحور الرئيس للبحث.
أهداف الدراسة:
سعت لتسليط الضوء على ما يلي:
- التعرف إلى مدى استخدام طلبة الجامعة للصحافة الالكترونية مقارنة بالصحافة الورقية، وفي ظل وجود وسائل الإعلام الأخرى.
- التعرف إلى الأسباب والدوافع والاشباعات المتحققة من استخدام الشباب الجامعي للصحافة الالكترونية.
- التعرف إلى المزايا التي تتمتع بها الصحافة الالكترونية، والسلبيات التي تعانِ منها.
- التعرف إلى المساهمة التي تقدمها الصحافة الالكترونية في اتساع مجال الحرية والتعبير عن الرأي.
- التعرف إلى مساهمة الصحافة الالكترونية في قيادة التغييرات الاجتماعية السياسية.
- التعرف إلى واقع الصحافة الالكترونية من حيث تطورها ومدى الاهتمام بها من قبل مجتمع البحث.
المنهج المستخدم:
تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلـي.
النتائج:
توصل الباحث للنتائج التالية:
- لا يمكن الجزم بأن الصحافة الالكترونية هي المصدر الرئيس للمعلومات لدى الأفراد، كما لا يمكن الجزم بكون أي وسيلة إعلامية أخرى مصدراً رئيساً لديهم في استيفاء المعلومات، ويمكن القول بتعدد مصادر المعلومات لدى الفرد وتخطي الصحافة الالكترونية حواجز عدة في تقدمها بين الوسائل الإعلامية، حيث: 37.38% من أفراد العينة ممن يوافق على أن الصحافة الالكترونية مصدراً رئيساً في استيفاء المعلومات لديه، و 48.5% ممن يوافق على أن التلفزيون هو المصدر الرئيس للمعلومات.
- ظهور الصحافة الالكترونية لم يؤدي إلى إلغاء نظيرتها الورقية، ولكنها قلصت إلى حد كبير من جمهور الصحافة الورقية عبر تمتعها بمزايا منفردة عنها، فهناك: 47.5% من أفراد العينة ممن يوافق على استخدام الصحافة الالكترونية أكثر من الورقية، و55% ممن يوافق على تراجع شعبية الصحافة الورقية بظهور الصحافة الورقية.
- تساهم الصحافة الالكترونية في خلق مجتمعات متجانسة حول قضية معينة، حيث: 55.33% من أفراد العينة يوافقون على أن الصحافة الالكترونية تساهم في ذلك، إذ تمثل المواقع الصحفية الالكترونية ملتقى لأفراد تجمعهم قواسم مشتركة لا سيما وأنها تمنح الفرد القدرة على التعاطي مع الآخر وإمكانية الحوار بعد تخطي حاجز الرقابة.
التوصيات:
أوصى الباحث بالتالي:
- ضرورة العمل على تدريب وتطوير صحفي الكتروني قادر على تقديم محتوى إعلامي الكتروني مستقل بذاته.
- تعزيز العلاقة التبادلية بين المواقع الصحفية الالكترونية ومتصفحيها، من خلال الاهتمام بالأقلام الشابة والعمل على تطوير قدراتهم في الكتابة وحرية الرأي.