أبنائنا في دائرة الخطر
أن أبناؤنا ضائعون بين المثالية التي نطلب منهم التحلي بها، و بين ما يرونه من سوء تصرفاتنا وتوجيهنا وتعاملنا معهم إن صح التعبير, نداء يا ايها الأب و يا ايتها الأم , لابد أن نكون قدوة لأبنائنا، فهذا زمن فقد الابن فيه كل شيء ؛ لا صحبة صالحة ،ولا ألعاب بريئة، ولا حتى أولاد الجيران يلعبون معهم .
ابناء اليوم يواجهون في طفولتهم ومراهقتهم و شبابهم تيارا قوياّ لم نوجهه نحن في زمننا، لم يحصلوا علي دفئ العائلة ولمة الاسرة وحكايات الجد والجدة وجلسة الجيران المخلصة والبريئة, تربيتنا كانت في أحضان أمهاتنا ربات البيوت ،بعيدا عن عوامل إثارة العنف و الشهوات التي يشاهدها ابنائنا ؛ وها نحن نشاهد الانحراف والجرائم المنتشرة.
فكيف سيكون حالهم مع هذا العالم المفتوح، مع القنوات الفضائية السلبية والغير هادفة ،او مع السوشيال ميديا المدمرة للوقت والعقل والاخلاق ،مع سراعهم بين ما هو سيئ وما هو اسوء , اين سيجد الابن القدوة ،ومِن مَن سيأخذ النصيحة والفتوي والكل من حوله الا من رحم ربي اصبح يتكلم بلا علم ولا فقه ولا رقابة ولاضمير .
اين الرسالة الموجهة للشباب لتحسين قدرتهم وتشجيعهم علي العلم والعمل والإبداع والنظرة المتفائلة للمستقبل ؟, فللكل في المجتمع دور يجب ان يؤديه علي اكمل وجه بكل حب وضمير اخلصو النية لله ليكن معكم الله , يا سادة افيقو من غفلتكم يرحمكم الله .
أخي الأب وأختي الأم ارجوكم كونوا قدوة لأبنائكم، كونو فخرا لأبنائكم ،افعلو انتم اولا ما تتمنوه من ابنائكم حتي يتبعوكم تلقائيا دون الحاجة للتعليمات والاوامر الغير مبرره، اجعلوهم يكتسبون منكم مهارات التعامل مع الصغير والكبير، القوي والضعيف ،القريب والغريب، اجعل تصرفاتك امام أبنائك رسائل ايجابية مباشرة تلخص ما تحب ان تجده فيهم.
علموهم الثقة في النفس ،علموهم المسئولية ،علموهم الحياء ،علموهم الحدود الشرعية فقد اختلط الحلال بالحرام , علموهم التعاون والحب، علموهم الاخلاص والصدق ،علموهم الحق والكرامة، علموهم فن الحوار والتلقي والارسال, نعم علموهم لكن بتصرفاتكم و أفعالكم وليس بالصراخ والتعليمات والاوامر والعنف وزرع الخوف والكلام الجارح معهم او اما الناس, لا تجعلوهم ينفرون من بيوتكم.
كونو اصدقاء لهم ،العبو معهم انزلو اليهم ،اصطحبوهم معكم للأعلى فهم صغار ولا يستطيعون الوصول لكم بمفردهم، هناك فرق في مستوي النضج والعقل والتفكير ،ادعوا لهم ليس في قلوبكم فقط ادعو لهم أمامهم، بالتوفيق و الهداية و أنتم مبتسمين وبشوشين ومشجعين, أخبروهم بمحبتكم لهم، اعطوهم شيئا من وقتكم، لا تجعلوهم حائرين يبحثون عن من يسمعهم ويوجههم بعيدا عن رقابتكم لهم ابعدوهم عن اصدقاء السوء, كونوا لهم آباء و معلمين أصدقاء و مستشارين، كونو اسرة متحابة، تصنعو وطن ناجح، تصبحو امة عظيمة، تتفاخر بكم كل الاجيال, حفظ الله لنا ولكم أبناءنا ،وأقر أعيننا بهم وجعلنا الله اباء وامهات نستحق نعمة الابوة والامومة ودفئ الاسرة وحب المجتمع .
كتب: أ/أحمد السيد
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org